سجن المرناقيّة
سجن المرناقية، محصّن ومن الصّعب الهروب منه، فالكاميروات ووسائل المراقبة في كلّ ركن و ناحية، والحراسة مشدّدة، وعمليات احتساب المساجين تتمّ بكيفيّة منتظمة و متواترة
وسيطرة الأعوان على مجالات حراستهم للمساجين، منظمة ودقيقة،
ونوافذ الغرف تطلّ كلّها على فضاءات الرّاحة التي تعرف باسم “لاريا”، ممّا يجعل بعض الصّور المتداولة حول النّوافذ التي تطلّ على الشّارع، غير دقيقة.
فرار العناصر الإرهابيّة
فجر يوم 31 أكتوبر 2023، فرّ خمسة (05 ) عناصر إرهابية خطيرة من السّجن المدنيّ بالمرناقيّة، وهو سجن شديد الحراسة يضمّ مورّطين في قضايا إرهابية واغتيالات سياسيّة. ومن بين الفارين أحمد المالكي، المكنى بـ "الصومالي"، وهو قائد عسكريّ في تنظيم أنصار الشريعة الإرهاب أحمد المالكي المكنّى بالصّومالي، عامر البلعزّي، رائد التّواتي، علاء الدّين غزوان و نادر الغانمي. و ما زالت تفاصيل عمليّة هروبهم لم تتضّح بعد. فكيف يتمكّن إرهابيون بهذا القدر من الخطورة من الهروب من السجن !!!، ولكن هناك شبهات بوجود تقصير أمنيّ وتواطؤ داخل المؤسسة السجنية وخارجها. وقد أثارت هذه الحادثة جدلا كبيرا في الرأي العام التونسي، وطالبت بعض الأطراف السّياسية بكشف الحقائق وتحميل المسؤوليات.
الإبلاغ عن فرار المساجين
دعت وزارة الداخلية المواطنين إلى التعاون في جهود البحث عن الفارين، وإبلاغ السلطات عن أي معلومات بشأنهم. وقد نشرت صورا للإرهابيين على موقعها الإلكتروني. وجاء ذلك في بلاغ لها أنّه تمّ إشعارها من قبل إدارة السّجن المدني بالمرناقية بفرار 05 عناصر خطيرة محلّ أحكام سجنيّة تتعلق بقضايا إرهابيّة من السّجن المذكور فجر اليوم الثلاثاء 31 أكتوبر 2023، وقد تمّ تحسيس جميع الوحدات الأمنيّة بضرورة تكثيف البحث والتقصي والتفتيش السريع والأكيد قصد القبض عليهم في أقرب الآجال.
وفي إطار التعاون مع الوحدات الأمنية وتوقيا من الأعمال الإرهابية تدعو الوزارة كافة المواطنين عند مشاهدتهم أو الحصول على أيّ معلومات تخصهم التوجّه الى أقرب وحدة أمنية للإبلاغ عنهم أو الاتصال بالأرقام التالية:
- الرقم: 71.335.000
- أو على الرقم: 193 حرس
- أو على الرقم: 197 شرطة
- أو الرقم الّاخضر 80101111
- أو الاتصال بأقرب وحدة أمنية أو عسكرية.
السلطات الأمنية تمكّنت من إلقاء القبض على أحد الفارّين، وهو رائد التواتي، في منطقة بومهل بالضاحية الجنوبية للعاصمة. كما تمّ حجز مركبة كانت تستخدمها المجموعة الإرهابية للهروب. وما زالت عمليات البحث والتفتيش مستمرة للعثور على بقية الفارين، والذين يشتبه في أنهم يختبئون في مناطق مختلفة من البلاد. وقد طالبت وزارة الداخلية المواطنين مجددا بالتّعاون مع السلطات والإبلاغ عن أيّ معلومات قد تسهل عملية اعتقالهم.
معلومات عن سجن المرناقية في تونس
معروف أن سجن المرناقية، محصّن ومن الصّعب الهروب منه، فالكاميروات ووسائل المراقبة في كلّ ركن و ناحية، والحراسة مشدّدة، وعمليات احتساب المساجين تتمّ بكيفيّة منتظمة و متواترة، وسيطرة الأعوان على مجالات حراستهم للمساجين، منظمة ودقيقة، ونوافذ الغرف تطلّ كلّها على فضاءات الرّاحة التي تعرف باسم “لاريا”، ممّا يجعل بعض الصّور المتداولة حول النّوافذ التي تطلّ على الشّارع، غير دقيقة.
يشار إلى أنّ أبراج المراقبة، مجهّزة بكاميروات، وبها أعوان 24 /24 ساعة بالتداول، في النقاط الأربع للسّجن، ومن الصّعب اختراقهم، أو الوصول إليهم، وما وقع تداوله من وجود حبل يتأرجح من أحد أبراج المراقبة، أمر مريب.
مخاطر هروب المساجين في تونس
مخاطر هروب المساجين في تونس لها أبعاد سياسيّة، أمنيّة و اجتماعية:
- من الناحية السّياسيّة، يفتح هروب المساجين باب التساؤلات حول المسؤوليّة السياسيّة والإداريّة لهذه الحادثة. كما يؤثّر على صورة الحكومة والأحزاب السياسيّة، ويزيد من التوتّرات بينها بما يدخل البلاد في في جوّ من القلق و الإرباك . بالإضافة إلى ذلك، يعيد إلى الواجهة ملفات قضائيّة حسّاسة متعلقة بالإرهاب والاغتيالات.
- من الناحية الأمنية، يشكل هروب المساجين خطرا على الأمن القوميّ والإقليميّ، خاصّة وأنّ الفارّين متورّطون في عمليات إرهابيّة دامية واغتيالات سياسيّة. كما يثير الشكوك حول مدى قدرة السّلطات على حفظ الأمن داخل السّجون وخارجها.
- من الناحية الاجتماعيّة، يثير هروب المساجين ردود فعل متباينة بين المواطنين، بين من يدين هذه الحادثة ويطالب بالمحاسبة والعدالة، وبين من يشكك في صحة هذه الحادثة ويرى فيها مؤامرة أو تلاعب. كما يزرع الخوف والقلق في نفوس المواطنين من احتمال تجدّد العمليات الإرهابية.
تداعيات هروب المساجين في تونس
أعلنت وزارة الداخلية عن:
- إنهاء مهام كل من المدير العام للمصالح المختصة، والمدير المركزيّ للاستعلامات العامّة التابعين للإدارة العامّة للأمن الوطني.
- أقالت مدير سجن المرناقيّة.
- كلّفت التّفقدية العامّة بفتح تحقيق في الغرض.
- إحالة كل العاملين في المرناقية على التحقيق.
وهناك من يرى أنّ الهدف الحقيقيّ من تنظيم عمليّة الفرار هذه إنّما هو إثارة الفوضى و إشاعة الاضطراب بالدّولة ممّا بؤثّر على سير مصالحها و مؤسّساتها ، خاصّة وزارة العدل وفي ذلك إرباك للدّولة ككلّ و التّرفيع في سقف الضّغط على وزيرة العدل التي تتبعها إدارات السّجون.