تنامي ظاهرة تراجع الانضباط في العمل
ملاحظة تنامي ظاهرة تراجع الانضباط في العمل من قبل العديد من الأعوان العموميين في الآونة الأخيرة ، حيث تعدّدت حالات التغيّب والالتحاق المتأخّر بمراكز العمل ومغادرتها قبل نهاية التّوقيت الاداريّ مع عدم تفعيل الهياكل المعنيّة لاجراءات مراقبة احترام توقيت العمل والمواظبة.
دلالة الانضباط
يُعتبر الانضباط في العمل عنصرًا أساسيًا يساهم في الإنتاجيّة والكفاءة، ويشمل الالتزام بمعايير السّلوكات المقبولة والقواعد التنظيميّة. التي من شأنها تنظيم عمل الإدارة و تحسين مردوديته.
والانضباط يكون سلبيّا حيث يتمّ فرض عقوبات على السّلوك الخاطئ ويعتمد على الخوف من العقاب لإعادة الموظّفين إلى المسار الصّحيح.
أمّا الانضباط الإيجابيّ ف يتميّز بالتزام الموظّفين بالقواعد بسبب رغبة متأصّلة في التّعاون وتحقيق الأهداف، ولا يعتمد على الخوف من العقاب.
انعدام الانضباط في المؤسّسات العموميّة التّونسيّة
أمام ما شهدته المؤسّسات العموميّة التّونسيّة، منذ سنوات من انعدام الانضباط لدى بعض أعوانها فمنهم الحاضر بالغياب ومنهم من لا يعمل بتاتا ويتلقّى أجرا، ومنهم من يعمل 8 دقائق فقط في اليوم، وفقا لدراسة سابقة أعدّتها الجمعية التونسية لمكافحة الفساد.
أصدرت رئيسة الحكومة نجلاء بودن بتاريخ 19 ديسمبر 2022 منشورا حول احترام توقيت العمل” إلى الوزراء والولاة ورؤساء الجماعات المحلية والمديرين العامّين والرؤساء المديرين العامّين للمؤسّسات والمنشآت العموميّة ورؤساء الهيئات العموميّة، داعية إيّاهم إلى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بضمان حسن تطبيق مقتضيات هذا المنشور بـ”كل دقّة وعناية”.
الغاية من المنشور
يأتي هذا المنشور للتّشديد على تفعيل الهياكل الاداريّة والرّقابيّة لاجراءات المتابعة المعمول بها بصفة دوريّة ومعاينة كل تقصير واتخاذ التّدابير الضّرورية لفرض مواظبة الأعوان واحترام توقيت العمل من قبلهم، مع اتخاذ الاجراءات الرّدعية المستوجبة عند الاقتضاء.
ودعا المنشور كافة الأعوان العموميين للالتزام بالانضباط والمواظبة وحسن أداء المهام المنوطة بعهدتهم واحترام توقيت العمل اليوميّ الخاص بكل سلك، حرصا على فرض التزام العون العموميّ بالواجبات المهنيّة المحمولة عليه وضمان السّير الأمثل للمرافق العموميّة وتوفير الخدمات الاداريّة لفائدة مستعملي المرفق العام في أفضل الظروف، حسب نص المنشور.
كما يوجب ضرورة إعلام العون العموميّ رئيسه المباشر بأيّ وسيلة تترك أثرا كتابيّا عند دعوته للقيام بأعمال خارج مقرّ العمل المعتاد.
نحو وطن يزهو النماء.
إنّما العمل لخدمة المرفق العام و ليس مجرّد واجب، بل هو شرف ومسؤولية. إن السّعي لرفعة هذا الوطن وخدمة أبنائه ليس فقط مهمّة المسؤول، بل هو غاية كلّ موظّف وكلّ العناصر المتدّخّلة في سير عمل المؤسّسة .
المنشور عدد 25 بتاريخ 19 سبتمبر 2022
| C1 | C2 |
|---|---|
 |
 |