عصر الرّقمنة المتسارع
في عصر الرّقمنة المتسارع، يعتبر الذّكاء الاصطناعي (AI) من أبرز التكنولوجيات التي تحدّد المستقبل. وفي ذلك سباق عالميّ مستمرّ، تتصارع فيه شركات تقنيّة عملاقة وشركات ناشئة في مجال تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ في محرّكات البحث
ّنتائج البحث باستخدام الذّكاء الاصطناعي
تستخدم شركات محرّكات البحث الكبرى الذّكاء الاصطناعيّ لتحسين تجربة المستخدم ودقّة النتائج. يتضمّن ذلك تحسين خوارزميات البحث، وتقديم نتائج أكثر صلة وشمولاً، وتوفير استجابات أسرع لطلب المعلومة.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت شركات تكنولوجية عدة بينها "بايدو" و"علي بابا" و"بايت دانس" أنها تعمل على ابتكار نماذجها الخاصة من روبوتات المحادثة.
تحول في تجربة البحث
مع تطوّر تقنيات التّعرف على الصّوت والصّورة ، يدخل البحث الصوتي والصوري عصرًا جديدًا في محرّكات البحث. تعتمد هذه التطبيقات على الذكاء الاصطناعي لتحليل الصّوت والصّورة بدقّة، وتقوم لاحقا بتقديم النّتائج بناءً على ذلك.
و تسعى محرّكات البحث إلى توفير تجربة فريدة لكلّ مستخدم، وذلك من خلال تخصيص النّتائج وتقديم التّوصيات بناءً على سلوك المستخدم وتفضيلاته، وهو ما يتحقّق بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
مخاطر في تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ
رغم الفوائد الكبيرة التي توفّرها تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ في محرّكات البحث، فإنّ هناك تحديات ومخاطر متنوّعة تتعلّق بالخصوصيّة، والتحيّز، والأمان، يجب التّصدي لها بجديّة لضمان استخدام آمن ومسؤول لتلك التقنيات.
ويثير الذكاء الاصطناعي مخاوف كبيرة في شأن استخدامه البيانات الشخصية واستغلالها. وسبق لدول كثيرة أن أبدت رغبتها في وضع قواعد لاستخدام الأدوات المشابهة لـ"تشات جي بي تي".
وبعد فترة قصيرة على إطلاقه، حُظر برنامج "تشات جي بي تي" في مدارس وجامعات عدة حول العالم، بسبب مخاوف تتعلق باستخدامه كأداة للغش في الامتحانات، فيما نصحت مجموعة من الشركات موظفيها بعدم استخدامه. وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت شركات تكنولوجية عدة بينها "بايدو" و"علي بابا" و"بايت دانس" أنها تعمل على ابتكار نماذجها الخاصة من روبوتات المحادثة.
سباق الذّكاء الاصطناعيّ
في سباق الذكاء الاصطناعي، هناك عدة شركات تتصدر الصناعة وتبذل جهوداً كبيرة لتقديم التطورات والابتكارات. من بين هذه الشركات:
- غوغل (Google) تعتبر غوغل من الشّركات الرّائدة في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، حيث تستخدم تقنيات الذّكاء الاصطناعي بشكل واسع في منتجاتها مثل محّك البحث Google ومساعدها الصوتي Google Assistant.
- آبل (Apple) تقوم آبل بالاستثمار بشكل كبير في الذّكاء الاصطناعيّ من خلال منتجاتها مثل Siri وتقنيات التّعرف على الصّور والوجوه في أنظمة التّشغيل لأجهزتها.
- أمازون (Amazon) تستخدم أمازون التّعلم الآليّ والذّكاء الاصطناعيّ بشكل كبير في خدماتها مثل Alexa وتوصيات المنتجات وتحسين تجربة التّسوق عبر منصتها.
- مايكروسوفت (Microsoft) تعمل مايكروسوفت على تطوير التّطبيقات الذّكية وخدمات السّحابة التي تعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ مثل Cortana وAzure AI.
- فيسبوك (Facebook) تستخدم فيسبوك التّعلم الآليّ وتقنيات الذّكاء الاصطناعيّ في تحسين تجربة المستخدم وتخصيص الأخبار والإعلانات على منصاتها.
الروبوتات التي تستخدم تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ
هناك العديد من الروبوتات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متقدم وتتمتع بسمعة جيدة على مستوى العالم. إليك بعض أفضل الروبوتات:
- روبوت Sophia
- • يُعتبر روبوت Sophia من أحدث الروبوتات التي تمتاز بقدرتها على التّفاعل البشريّ وإجراء محادثات طبيعيّة. تستخدم Sophia تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ للتعرف على الوجوه والتّعبير عن المشاعر والرّد على الأسئلة بشكل ذكيّ.
- روبوت Pepper
- • يُعتبر روبوت Pepper من أحدث الروبوتات الاجتماعيّة التي تستخدم تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ للتّفاعل مع البشر بشكل طبيعيّ. يمكن رؤية Pepper في العديد من البيئات مثل المتاجر والفنادق والمطارات.
- روبوت Atlas
- • يعتبر روبوت Atlas من شركة Boston Dynamics واحدًا من أكثر الروبوتات تطوّرًا في مجال الروبوتات البشريّة. يتميّز Atlas بقدرته على القيام بمجموعة متنوّعة من الحركات البشريّة والتّفاعل مع البيئة المحيطة.
- روبوت Spot
- • يعتبر روبوت Spot آخر إنتاج من شركة Boston Dynamics، وهو روبوت رباعيّ الأرجل يستخدم لمهام الاستطلاع والتّفتيش في البيئات الصعبة. يستخدم Spot تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ للتنقّل بشكل ذكيّ وتفادي العوائق.
- روبوت Cozmo
- • يعتبر روبوت Cozmo من شركة Anki واحدًا من الروبوتات التّعليمية التّفاعلية التي تستخدم الذّكاء الاصطناعي للتّفاعل مع الأطفال وتقديم الألعاب والأنشطة التعليمية.
برامج الذّكاء الاصطناعيّ البارزة
هذا ترتيبً لبعض برامج الذكاء الاصطناعي البارزة مع ذكر الدّول التي نشأت فيها:
- جي بي تي (GP-T)
- • تمّ تطوير جي بي تي بواسطة شركة OpenAI، والتي تأسّست في الولايات المتحدة الأمريكية.
- غيغا (Giga)
- • تمّ تطوير غيغا بواسطة شركة شركة "سبير" التكنولوجية، والتي تأسست في روسيا، أطاق يوم 25 أفريل 2023.
- كابيلوت (Copilot)
- • تمّ تطوير مايكروسوفت كوبايلوت من قِبل شركة مايكروسوفت وأُطلق في 7 فيفري 2023. يعتمد كوبايلوت على نموذج لغة كبير ويمكنه الاستشهاد بالمصادر، وإنشاء القصائد، وكتابة الأغاني.
- تنسورفلو (TensorFlow)
- • تمّ تطوير تنسورفلو بواسطة فريق عمل في جوجل، والتي تأسّست في الولايات المتحدة الأمريكية.
- بايثون (Python)
- • على الرّغم من أن بايثون ليس برنامجًا محدّدًا للذّكاء الاصطناعي، إلا أنه يُستخدم بشكل واسع في تطوير البرمجيات الذكية، وهو مشروع مفتوح المصدر تطوّر أساسا في هولندا.
- وو داو (Wu Dao)
- • في الصين، تمّ تطوير العديد من برامج الذكاء الاصطناعي المتقدّمة، ومن أبرزها نظام وو داو (Wu Dao الذي يُعدّ قفزة في عالم التّعلم الآليّ ويحاول محاكاة الدّماغ البشريّ. يأتي هذا النّظام في قلب سياسة الصين لجعل تكنولوجيا الذّكاء الاصطناعيّ جوهر خطّتها التّكنولوجية والاقتصاديّة، والتي أعلنت عنها لأوّل مرّة في عام 2017.
تُظهر البيانات أنّ الصين حقّقت تقّدمًا كبيرًا في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، حيث حلّت في المركز الأوّل عالميًا على مستوى طلبات براءات الاختراع الخاصّة بالذّكاء الاصطناعيّ، وأحرزت تقدّمًا في بناء ناقلات الابتكار وتحقيق اختراقات تكنولوجية في مجالات مثل نماذج الذّكاء الاصطناعيّ واسعة النّطاق ورقائق حوسبة الذّكاء الاصطناعيّ.
سباق عالميّ مثير
السّباق العالمي في تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ في محرّكات البحث لا يزال مستمرًا ومثيرًا للغاية. يتطلّب هذا السّباق دائمًا الابتكار والتطوّر المستمرّ