و خفت صوت الدّكتور جاد الهنشيري إلى الأبد.

jalel HMEM
0
الدّكتور جاد الهنشيري : فارس آخر يترجّل. الأحد 2024.03.31    |    08:50
تريندات
معاناة قلب رقيق
في بلاغ نشرته على صفحتها الرّسمية بالفيسبوك:

المنظمة التونسية للأطباء الشبان، تنعى الدّكتور جاد الهنشيري الرّئيس السّابق للمنظمة الذي وافته المنيّة مساء يوم الجمعة. وقد تركت وفاة الدّكتور جاد لوعة في نفوس التّونسيين بسبب دفاعه عن قطاع الصّحّة العموميّة، و عن المؤسّسات الاستشفائيّة العموميّة، و عن المرضى ضعاف الحال، ...

جاد لقّب بطبيب الفقراء    |    و مقاوم الفساد و الاستغلال و التحيّل.

الدّكتور جاد الهنشيري

كان شخصية مؤثرة وملهمة في المجال الطبيّ والاجتماعيّ. يُعرف جاد الهنشيري بلقب طبيب الفقراء، حيث كان يسعى دائمًا لتقديم الرّعاية الطّبية للأشخاص ذوي الدّخل المحدود. كان يعمل على تحسين الوضع الصحيّ للمجتمع، خاصّةً بالنسبة للفئات الأكثر احتياجًا.

و من ناحية أخرى، كان المرحوم جاد الهنشيري يعارض الفساد والاستغلال في القطاع الصحيّ عمل على تعزيز النّزاهة والشّفافية في المؤسسات الاستشفائيّة لحماية المواطنين من التحيّل والاحتيال الذي قد يمارسه بعض زملائه، من خلال توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم.

الدّكتور النّاشط

يأسلوب اتّصاليّ جذّاب، تعرّفت عليه الجماهير التونسية من خلال تألقه الملفت في بعض البرامج التلفزيونية كناطق مُعبِّر باسم الأطباء الشبّان وطموحاتهم.

كان متحمّسا بهدوء و رصانة، قادرا على إيصال المعلومة بإقناع. هو أحد أبناء الشّعب المنتمين إلى أم العرايس من ولاية قفصة، صقلت المدرسة العموميّة طاقاته وارتقى مدرج العلم في بقيّة مؤسّساتها، فلم يتنكّر لأصوله ومنبته الاجتماعي وظلّ مؤمنا بفضل القطاع العموميّ عليه.

وكان بإمكانه أن يراعي مصلحته مثل الآخرين، ولكنّه آثر أن يصدح يصوته عاليا لعلّه يكشف ما لحق هذا المرفق من تدهور جرّاء العديد من العوامل أوّلها جشع لوبيات القطاع الخاص،و حالات الإهمال التي تشكوها المؤسّسات و الإدارات العموميّة التّونسيّة ككلّ.

ولكن سرعان ما خفت هذا الصّوت فلم يبق لنا إلّا أن ندعو الله تعالى أن يتقبّله بواسع رحمته، و أن يرزق أهله و ذويه وزملاءه و أصدقاءه جميل الصّبر.

كلمات مؤثّرة

وقد نعاه أخوه حمّادي الهنشيري بكلمات مؤثّرة تعكس الأثر الذي تركته وفاة الدّكتور جاد في قلوب النّاس من حوله، فقال:

- حتى الجبال.. لها أن تستريح، أدميتني يا نور عيني، يا ابني ويا أبي، يا كبيري ويا صغيري، كسّرت ظهري إذ استرحت وقد والله مازال في الدّرب بقيّة من عمل وأيام نتعانق فيها، تعلّمني فيها كما علّمتني دوما، أحميك كما حميتك دوما، ويلاه يا كبدي، من ذا يكون أول اسم ألهج به ان ضاقت الدنيا، من ذا يشاكسني بصنائعه ويقلقني بشجاعته وحربه مع كل ظلم ولا يهتم لنفسه اذ يدري يقينا أنني ظهره.. من ذا أفخر به أخا وأبا ويفخر بي أخا وإبنا، ويلاه يا جاد، أوفيت يا حبيبي عهدك مع كل الناس، ولمّا آن لك أن تكون لنفسك، أبى الموت إلا أن يغيّبك.

اللّهمّ هذا قدرك، أوجعني حتى سمعت الحجر يصرخ والرّيح تئنّ، أوجعني حتّى مالت بي الدّنيا ولا استقامة لها بعد، اللّهمّ لا اعتراض، اللّهم لا اعتراض.

استرح أيّها الجنديّ البطل، أيّها العنيد الشّجاع المكابر حتى مع الموت إذ جاء، فمت جالسا لا جاثيا، مؤمنا، مرحّبا، راضيا، أنت الآن عند الله، لا أحنّ عليك الآن من الله أحد.

Tags:

إرسال تعليق

0تعليقات

* الرّجاء تحديد الوضع المضمّن لإظهار نظام التّعليق.

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn more
Ok, Go it!