كاميرا الحافلة وثّقت الحادثة لحظة بلحظة:جدّت حادثة مؤلمة في مدينة مرسين التّركية تتمثّل في اعتداء همجيّ مثير حيث تعرّض له زوجان مسنّان تقدّم بهما العمر، اعتداء في حافلة نقل عموميّة في وضح النّهار و أمام بقيّة الرّكاب.
توثيق الاعتداء
و لسوء حظّ المعتدييْن تمّ تداول مقطع فيديو عبر وسائل الإعلام التّركية يظهر الوقائع بوضوح. فقد أظهرت المشاهد مدير مدرسة ثانويّة ونجله وهما يهاجمان الزّوجين بطريقة عنيفة، وأمكن لهما إلحاق الضّرر بالمسنّين رغم محاولتهما الدّفاع عن نفسيْهما.
ووفقًا لصحيفة " حرييت " التّركيّة، فإنّ الحادثة وقعت في منطقة توروسلار المركزيّة، وتمّ اعتقال المدير بعد الانتهاء من التحقيقات.
معاناة الزّوجين
ويبلغ مدير مدير المدرسة الإداديّة من العمر 43 عامًا، ونجله البالغ من العمر 17 عامًا. أما الزّوجان المسنّان فهما في العقد السّابع من العمر، و المؤسف أنّ ذلك لم يشفع لهما تجنّب ما نالاه من الضّرب و اللّكم و الرّفس بالأرجل. وتجدر الإشارة أنّ الزّوج المسكين يعاني من مشاكل صحيّة مثل اضطراب ضربات القلب وفشل الكِلي وشلل جزئي في الجانب الأيمن من جسده. أمّ الزّوجة فلم تكن قادرة على صدّ المعتدييْن برغم محاولاتها.
وكانت الحافلة التي وقع فيها الاعتداء متّجهة إلى مستشفى حكوميّ في مدينة مرسين، حيث كان يحمل المسن جهازًا لتنظيم ضربات القلب ويعاني من مشاكل صحيّة عديدة.
اعتذار الأب المعتدي
وفي أعقاب الشّكوى، أطلق مكتب المدعي العام تحقيقًا قضائيًا، وتمّ احتجاز مدير المدرسة الذي اعتقلته المحكمة وقد اعتذر عن ضرب الزّوجين المسنّين مع ابنه في حافلة تابعة للبلدية في مرسين، أثناء الجلسة فقال:
- رمضان بولات شتم ابني وضربه. حاولت حماية ابني. لا أتذكّر أننّي قلت كلمات مهينة أو تهديديّة تجاه رمضان. أتمنّى لو لم يحدث هذا. أنا آسف، من فضلك، لقد كان ردّ فعل أبويّا. أنا آسف.
ردود الأفعال
تسبّب نشر الفيديو في ردود أفعال كبيرة على منصّات التّواصل الاجتماعيّ هناك في تركيا، حيث طالب الكثيرون بمحاسبة المعتديّن وإقالة المدير من منصبه، بالإضافة إلى إرسال نجله للعلاج في مركز متخصّص.
و الكثير من المتابعين يجمعون على وجوب أن ينال المعتدييْن أقصى عقوبة ردّا لاعتبار الزّوجين المسنّين.
و دعا بعض المعلّقين إلى تجريم العنف في المسلسلات التلفزيونية حيث يتمّ عرض مشاهد العنف على ملايين الأشخاص ومنها عصابات المافيا وهم يحرقون النّاس كما لو كانوا يحرقون الورق، كذلك عرض قطع الرّؤوس 24 ساعة يومياً كدراما تاريخية.
و يرى البعض أنّ المعتدي إذا كان لا يزال مديراً لمدرسة، فهذا يعني أنّ جريمة كبرى ترتكب، مثل هذا الشخص القاسي الهمجيّ لا ينبغي أن يكون مديراً، بل يجب أن يُودع في مصحّة للأمراض العقليّة.
فيما يرى البعض الآخر أنّ ما فعله لم يكن صحيحا، لكنهم لا يعتقدون أنه بإمكانهم الحكم على أيّ شخص دون معرفة الأمر بشكل كامل. و أنّه لم يفعل ذلك بدون سبب.
فقرة
فيديو يوثّق الاعتداء
Mersin’de 71 yaşında kalp piliyle yaşayan ve bir gözü görmeyen yaşlı adam, bir lise müdürü ile oğlu tarafından darp edildi. O anlar belediye otobüsündeki kameraya saniye saniye yansıdı. pic.twitter.com/dtJSyic744
— TelgrafTurk (@telgrafturk) February 28, 2024
يحتاج المسنّون إلى دعم ورعاية خاصّة. احتياجاتهم الصحيّة والاجتماعيّة أمر شديد الحساسيّة، فيجب أن نحترم حقوقهم كأفراد محترمين في المجتمع. يستحقّون العيش بكرامة واحترام وهذا ليس من باب الفضل فهم يمتلكون تجربة حياة طويلة، وهم يملكون حكمة ومعرفة قيمة يمكن أن تفيد الأجيال الصاعدة. فلنكن متعاطفين مع المسنّين ولنساهم في تحسين جودة حياتهم.