تُعرّف الصّحة بأنّها:
حالة من اكتمال السّلامة بدنيّاً وعقليّاً واجتماعيّاً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز. فالصّحة ليست مجرّد غياب المرض، بل هي حالة من الرّفاهية الكاملة التي تسمح للإنسان بالعيش حياة سعيدة ومنتجة.
أبعاد الصّحة
تتضمّن الصّحة أبعادًا متعدّدة، فتشمل الصّحة البدنيّة: وهي قدرة الجسم على العمل بشكل صحيح دون أيّ أمراض أو إصابات. ثمّ الصّحة العقليّة و تتعلّق بقدرة الفرد على التّفكير والشّعور والتّصرّف بطريقة إيجابيّة ومنتجة.
أمّا الصّحة الاجتماعيّة فنعني بها تفاعل الفرد مع الآخر و بناء علاقات إيجابيّة. و تبقى الصّحة الرّوحية وهي شعور الفرد بالمعنى والهدف في الحياة.
عوامل مؤثّرة على الصّحة
تتأثّر صحّة الإنسان بعوامل متعدّدة، و تشمل العوامل الوراثيّة التي تلعب الجينات دورًا في تحديد استعداد الفرد للإصابة ببعض الأمراض. ثمّ هناك نمط الحياة و يتّصل بعدّة عوامل مثل النّظام الغذائيّ وممارسة الرّياضة من عدمه والتّدخين وتعاطي المخّدرات.
وأيضا نجد العوامل البيئيّة و تتعلّق بتلوّث الهواء والماء والضّوضاء. و لا ننسى دور الرّعاية الصّحيّة حيث أنّ إمكانيّة الحصول على خدمات الرّعاية تؤدّي إلى الصّحّة الجيّدة .
أكثر الأمراض انتشارًا في العالم
1. أمراض القلب والأوعية الدّمويّة: هي مجموعة من الحالات التي تؤثّر على القلب والأوعية الدّمويّة، وتشمل مرض القلب والسّكتة الدّماغيّة وأمراض صمّامات القلب وأمراض عضلة القلب والدّوالي وتمدّد الأوعية الدّمويّة والانسداد الرّئوي المزمن.
الأعراض: تختلف الأعراض حسب نوع المرض، وتشمل ألم الصّدر وضيق التّنفس والدّوار والتّعب وخفقان القلب وتورّم السّاقين والكاحلين.
الأسباب: تحدث هذه الأمراض بسبب تراكم الترسّبات الدهنية في جدران الشّرايين، ممّا يسبّب تضيّقها أو انسدادها.
عوامل الخطر: تتمثّل في العمر والجنس والتّدخين وارتفاع ضغط الدّم وارتفاع الكوليسترول والسّكري والسّمنة وقلّة النّشاط البدنيّ.
2. مرض السكري تخيّل جسدك كمدينة مزدهرة، والغلوكوز بمثابة الوقود الذي يغذيها. يُنقل هذا الوقود عبر الدّم بواسطة خلايا صغيرة تسمّى الكريّات الحمراء، مثل شاحنات صغيرة تسير في شوارع المدينة. يحتاج كلّ منزل في المدينة (خلايا الجسم) إلى هذا الوقود للعمل بشكل صحيح.
في مرض السّكري، تواجه المدينة مشكلتين رئيسيتين المشكلة الأولى نقص الأنسولين فإمّا أنّ خلايا بيتا لا تنتج كميّة كافية من الأنسولين، أو أن خلايا المدينة (الخلايا) تصبح مقاومة للأنسولين. المشكلة الثّانية هي أنّ فائض الغلوكوز النّاتج عن نقص الأنسولين أو مقاومته، يتراكم الوقود (الغلوكوز) في مجرى الدّم، مما يخلق فوضى في المدينة.
أعراض مرض السّكري: الشّعور بالعطش الشديد حيث تبدأ الخلايا في المدينة (الخلايا) بالجفاف لأنّها لا تستطيع الحصول على الماء من الدّم بسبب ارتفاع مستوى السّكر. ثمّ الشّعور بالتّعب والضّعف إذْ تفتقر الخلايا (المنازل) إلى الوقود (الغلوكوز) اللازم للعمل بشكل صحيح. وهناك التّبول المتكرّر وسبب ذلك أنّ تحاول التخلّص من فائض السّكر في الدّم عن طريق البول. و من الأعراض أيضا بطء التئام الجروح و مردّ ذلك ارتفاع مستوى السّكر في الدّم وهو ما يعيق عملية التئام الجروح.
3. السّرطان أو ثورة الخلايا المارقة تخيّل أن جسدك هو مملكة منظّمة، وكلّ خليّة فيه هي مواطن صالح يعمل بجدّ لأداء وظيفته. لكن ماذا لو حدث انقلاب داخل هذه المملكة؟
في مرض السّرطان، تنقلب بعض الخلايا على النّظام وتبدأ بالنّمو والتّكاثر بشكل عشوائيّ، دون قيود أو ضوابط، مثل ثوّار متمرّدين يهدّدون استقرار المملكة. تُسمى هذه الخلايا المارقة "الخلايا السّرطانية".
تحدث ثورة الخلايا السّرطانية بسبب تراكم طفرات في الحمض النوويّ (DNA) للخليّة، وهي المادّة الوراثيّة التي تتحكم في وظائف الخليّة. هذه الطّفرات تُشبه الأوامر الخاطئة التي تجعل الخليّة تنمو بشكل غير طبيعيّ.
تتنوّع ثورات الخلايا السّرطانية، فكلّ نوع يُهاجم عضوًا أو نظامًا محدّدًا في الجسم، مثل ثورة سرطان الثّدي التي تُهاجم الخلايا السّرطانية ثدي المرأة. وثورة سرطان الرّئة تُهاجم فيها الخلايا السّرطانيّة رئتيْ الإنسان. أمّا ثورة سرطان القولون ففيها تُهاجم الخلايا السّرطانية القولون. وثورة سرطان الدّم فيها تقوم الخلايا السّرطانيّة بمهاجمة خلايا الدّم.
أعراض مرض السّرطان تختلف أعراض ثورة الخلايا السرطانية حسب نوع الثّورة والمكان الذي تُهاجمه، لكن قد تشمل كتلة أو ورم يمكن الشعور به تحت الجلد. كذلك بعض الآلام التي قد يشعر بها المريض في المنطقة المصابة. أيضا من بين الأعراض نزيف غير طبيعيّ قد يُلاحظ من المهبل أو المستقيم أو البول. ثمّ هناك تغيّر في وظائف الجسم قد يعاني المريض من صعوبة في التّنفس أو البلع أو الهضم. غلى جانب فقدان الوزن فقد يفقد المريض الوزن دون اتّباع حمية غذائيّة. ونختم بالتّعب فقد يشعر المريض بالتّعب الشديد دون سبب واضح.
إقرأ أيضا
ترتيب الدّول من حيث الإصابة بأمراض القلب
حسب تقرير منظمّة الصّحة العالميّة لعام 2022
ترتيب الدّول العربيّة
ترتيب الدّول عالميّا
ترتيب الدّول من حيث الإصابة بمرض السّكري
حسب أطلس السّكري العالمي لعام 2023
ترتيب الدّول العربيّة
ترتيب الدّول عالميّا
ترتيب الدّول من حيث الإصابة بمرض السّرطان
حسب قاعدة بيانات GLOBOCAN لعام 2020
ترتيب الدّول العربيّة
ترتيب الدّول عالميّا
عوامل الإصابة بالسّرطان
- التدخين يُعدّ التّدخين من أهمّ عوامل الإصابة بالسّرطان، حيث يُسبّب حواليْ 30% من جميع الوفيّات النّاجمة عن السّرطان
- النّظام الغذائيّ غير الصّحيّ نقص الفواكه والخضروات وتناول الكثير من اللّحوم الحمراء واللّحوم المصنّعة يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السّرطان
- السّمنة ارتفاع الوزن والسّمنة يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السّرطان، مثل سرطان الثّدي وسرطان القولون والمستقيم
- قلّة النّشاط البدنيّ و تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السّرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم
- التعرّض للأشعّة فوق البنفسجيّة التعرّض المفرط لأشعّة الشّمس يُزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد
- عدوى فيروس الـ papillomavirus البشري (HPV) يُمكن لفيروس HPV أن يُسبّب سرطان عنق الرّحم وسرطان الفم والحلق.
نصائح للوقاية من مرض السّرطان
من المهمّ زيارة الطّبيب بانتظام لمتابعة حالتك الصّحيّة والتّحكم في عوامل خطر الإصابة بالسّرطان .
نصائح للوقاية من مرض السّكري
يُعدّ مرض السّكري من الأمراض المزمنة الشّائعة التي تُؤثّر على صحّة الملايين حول العالم، لكن لحسن الحظّ، هناك خطوات فعّالة يمكن اتّباعها للوقاية منه أو تأخير ظهوره
نصائح للوقاية من أمراض القلب و الشّرايين
تُعدّ أمراض القلب و الشّرايين من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا وخطورة في العالم، لكن لحسن الحظّ، هناك خطوات فعّالة يمكن اتّباعها للوقاية منها أو تأخير ظهورها.
- اتباع نظام غذائيّ صحيّ
- • تناول الكثير من الفواكه والخضروات فهي غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن التي تُساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول وتحسين صحة القلب بشكل عام.
- • اختيار الحبوب الكاملة وذلك باستبدل الحبوب البيضاء بالحبوب الكاملة مثل الأرز البنيّ والشّوفان، فهي تُساعد على الشّعور بالشّبع لفترة أطول وتحافظ على صحّة القلب.
- • تناول البروتينات الخالية من الدّهون مثل الأسماك والدواجن والبقوليات، فهي تُساعد على بناء العضلات والحفاظ على صحّة القلب.
- • تقليل تناول الدهون المشبعة والمتحولة تُوجد هذه الدّهون في اللّحوم الحمراء والمنتجات المُصنّعة، ويُمكن أن تُؤثّر سلبًا على صحّة القلب.
- • الحدّ من تناول السّكريات المُضافة و تُوجد هذه السّكريات في المشروبات الغازية والحلويات، ويُمكن أن تُؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدّم والكوليسترول.
- الحفاظ على وزن صحيّ
- • فقدان الوزن الزّائد أو الحفاظ على وزن صحيّ يُساعد على خفض ضغط الدّم والكوليسترول وتحسين صحّة القلب بشكل عام.
- • ممارسة الرّياضة بانتظام تُساعد على حرق السّعرات الحراريّة وتحسين صحّة القلب والأوعية الدّموية.
- ممارسة الرّياضة بانتظام
- • يُنصح بممارسة الرّياضة لمدة 30 دقيقة على الأقلّ معظم أيّام الأسبوع. يمكن اختيار أيّ نوع من الرّياضة المُفضلة، مثل المشي أو الجري أو ركوب الدّراجات أو السّباحة. حتّى النّشاط البدني الخفيف، مثل المشي السريع لمدة 10 دقائق بعد كلّ وجبة، يُمكن أن يكون مجديا.
- الإقلاع عن التدخين
- • التّدخين يُعدّ من أهمّ عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والشّرايين. و الإقلاع عنه يُساعد على تحسين صحّة القلب والأوعية الدّموية ويُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسّكتة الدّماغية.
- التحكّم في ضغط الدّم
- • ارتفاع ضغط الدّم يُعدّ من أهمّ عوامل الإصابة بأمراض القلب والشّرايين. و يُمكن التحكّم في ضغط الدّم من خلال اتّباع نظام غذائيّ صحيّ وممارسة الرّياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحيّ. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى تناول أدوية لخفض ضغط الدّم.
- التحكّم في الكوليسترول
- • ارتفاع الكوليسترول يُعدّ من عوامل الخطر الإصابة بأمراض القلب والشّرايين. و يُمكن التحكّم في الكوليسترول من خلال اتّباع نظام غذائيّ صحيّ وممارسة الرّياضة بانتظام. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى تناول أدوية لخفض الكوليسترول.
- الانتظام في إجراء الفحوصات الطّبية
- • من المُهمّ إجراء الفحوصات الطّبية بانتظام لمتابعة صحّة القلب والكشف عن أيّ عوامل خطر مبكرًا. يُمكن للكشف المبكّر عن أمراض القلب والشّرايين أن يُساعد على التحكّم فيها بشكل أفضل ومنع حدوث مضاعفات.
- الحصول على قسط كافٍ من النّوم
- • قلّة النّوم تُؤثّر سلبًا على صحّة القلب. وهنا يُنصح بالنّوم لمدة 7 أو 8 ساعات كلّ ليلة.
- إدارة التّوتر
- • كما ذكرنا سابقا، يُمكن أن يُؤدّي التّوتر إلى ارتفاع ضغط الدّم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. هناك العديد من الطّرق للتعامل مع التّوتر، مثل تقنيات الاسترخاء أو ممارسة اليوغا أو التأمّل.
مسؤولية تقع على عاتق كلّ فرد
الوقاية من الأمراض المزمنة، مثل السّرطان والسّكري وأمراض القلب والشّرايين، مسؤولية تقع على عاتق كل فرد. من خلال اعتماد نمط حياة صحيّ، بما في ذلك اتّباع نظام غذائي صحيّ وممارسة الرّياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحيّ والإقلاع عن التّدخين وإدارة التّوتر، يمكننا تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض بشكل كبير. ولا ننسى ّ الفحوصات الطّبية الدّورية والمشورة المُتخصّصة التّي تلعب دورًا هامًا في الكشف المبكّر عن هذه الأمراض والتحكّم فيها بشكل فعّال.