حادثة مؤلمة تهزّ الأحياء الشّغبيّة في فرنسا
تمرّ فرنسا بأيام عصيبة، الشباب غاضب ينتفض في الأحياء الشّعبيّة غضب تسبّب في الحرق. عنف القوى الأمنيّة تسبّب في موت " نايل " ، والرّجل الصّغير ذو السبعة عشر عامًا يقتل يوم الثلاثاء 27 جوان في Nanterre من قبل رحلَيْ شرطة، بصفة مجانيّة في حركة تنمّ عن عدم التّفكير والقلق بل بكثير من الحقد و الكراهيّة.
أدّت صور الحادثة التي نشرتها شبكات التّواصل الاجتماعي إلى اندلاع موجات العنف، وبطبيعة الحال، تأزّم الوضع هناك باحتدام النّقاشات بين القوى السّيايّة تعمل على استغلال المخاوف واغتنام ردود الفعل تلك.
التّعامل العنيف للشّرطة الفرنسيّة
يبدو الثّانية
ن مئات من رجال الشرطة الفرنسية قد اتخذوا إجازات مرضية كوسيلةفرنسا تكافح أعمال شغب في ظاهرها تدلّ على غضب الحركات الشّبابيّة التي اهتزّت لموت نائل المسكين، لكنّها تشير إلى صراعات عرقيّة و صراع حضارات، ليس صحيحا أنّ اليمين المتطرف يسعى إلى كسب مزيد التأييد من خلال إذكاء نيران التّفرقة، فكلّ الدّلائل تشير إلى تلك الصّراعات، وبيّن موت نائل صعوبة الاندماج و هشاشة علاقات الثّقة بين الفرنسيين من جميع الأصول و الأجانب.
سكان الضّواحي الذين لم يختاروا أن يتمركزوا هناك، ولكنهم كانوا يعانون الحرمان فالجمهورية لا تمنح هذه المناطق موارد أقل بأربعة أضعاف من مناطق آخرى. لكن لا يمكن اختزال أحداث العنف في نقص الميزانية وحده.
بل هناك تباعد في الحضارات ، تباعد في الهويّة، ...
مشكلة التّواصل مع رجال الشّرطة
و تشير وفاة نائل م أولاً بشكل مباشر إلى سلوكيات وممارسات من قبل افراد الشرطة من حيث استخدام السّلاح أثناء عمليات التفتيش على جانب الطريق ، وبشكل أوسع ، إلى العلاقات المعيبة بينهم وبين شباب تلك الأحياء ، وهي أحياء الطّبقة الكادحة في معظمها، التي تنشد المساواة خصوصا الذين يلقون ظلمًا وإهانة عند كلّ تواصل مع رجال الشرطة.
هؤلاء يتعاملون بعقيدة أمنيّة تجعلك تخال نفسك في ثكنة يجعل الشّاب يعيش صراعا وجدانيّا ينسف محاولات إدماجه ويعمّق الفصل الحضاريّ و ينمّي النّعرات العنصريّة لدى الجميع.
إقرأ أيضا
الحلّ أمنيّ ... أم سياسيّ
صحيح انتشار السّلوك العدوانيّ واقتصاد ترويج المخدرات يعقّد مهمّة قوى الشرطة ويجعلها أكثر إرهاقًا وأكثر صعوبة، لكن دوامة العنف أكثر حدّة وأكثر فتكا بشكل متواصل وهذا ما بيّنته فاجعة Nanterre فلن تجدى حملات التّوعيّة ولن تنفع مدوّنات السّلوك.
و الحلّ هو بناء سياسة تأهيل تقوم على إعادة هيكلة المؤسّسة الأمنيّة الي تعزّز حسن اختيار المترشّحين للعمل الأمنيّ و تدريبهم على احترام الآخر ومراعاة حقوق الأنسان ونبذ العنف.
خطأ أمنيّ
خطأ فادح أتاه رجل أمنيّ يعتقد أنّه السّلطة و تعامل في لحظة عاديّة بطريقة غير عاديّة بالغ سيطرت عليه أنانيّة مفرطة، قتل فيها طفلا يتطلّع إلى الحياة حطّم قلب والدته وكلّ أحبابه ثمّ أشعل فرنسا و جعلها تترنّح تحت طائلة الفوضى و تهديدات محتملة وكأنّها في حرب.