موجة حرّ
تشهد تونس ارتفاعا قياسيا لدرجات الحرارة خلال هذه الفترة، و يتوقّع أن تتواصل حتى نهاية الشّهر الجاري، ما أثار مخاوف من تكرار سيناريو حرائق الأعوام الماضية، التي تسبّبت في تضرّر مساحات شاسعة من الغطاء الغابي للبلاد.
الحرائق مجدّدا
خلال نفس الفترة من العام الماضي، سجلّت تونس أكثر من 10 حرائق شملت عدّة غابات، مما تسبّب في خسارة حوالي 500 هكتار من الغابات، كان أخطرها الحريق الذي شهده جبل بوقرنين في الضّواحي الجنوبيّة للعاصمة تونس، الذي استغرق إخماد النيران داخله عدّة أيّام. ومع ارتفاع درجات الحرارة، تتكرّر في تونس مخاطر نشوب الحرائق في المناطق الغابية الممتدّة أساساً على الشريط الغربي للبلاد، الأمر الذي يسبّب خسائر في الغطاء النّباتي عامّة و الذي يؤثّر بدوره على جودة الحياة والهواء في المناطق السكنية والمدن المحاذية للغابات التي تنذلع داخلها النيران.
إجلاء عشرات السّكان
في يوم الأربعاء الفارط، شهدت بلدة ملولة التابعة لمدينة طبرقة في شمال تونس اندلاع حرائق مفاجئة في الغابات، ممّا دفع السّلطات التّونسية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الكارثة الطّبيعية. و من أجل السيطرة على الموقف وتفادي اتساع مساحات الحرائق، تمّ إجلاء عشرات السّكان من منازلهم في المنطقة المتضرّرة. عملت فرق الإطفاء على مدار السّاعة للحدّ من انتشار الحرائق التي اندلعت بسرعة في المنطقة الغابيّة، ويشار غلى انضمام وحدات إطفاء من ولايات أخرى، إلى وحداتها، من أجل السيطرة على الحريق والحدّ من الخسائر في المنطقة الغابية. يثير هذا الحدث مخاوف جميع الأفراد في المنطقة والسلطات، حيث تعمل الجهود المبذولة على تقليل الأضرار والتأكد من سلامة السّكان.
أعوان الحماية المدنية بولاية جندوبة، تمكّنوا من إنقاذ مواطنين حاصرت
النّيران منازلهم، و المجهودات لا تزال متواصلة للسّيطرة على الحريق ووضع
حدّ لانتشاره نحو السّكان. جهود الإطفاء متواصلة منذ 24 ساعة، وسط
محاولات للسّيطرة على الحريق في غابة ملولة التي تبعد سبعة كيلومترات عن
الحدود الجزائرية. و أعمال الإطفاء استمرّت على مدى ليل الثلاثاء
والأربعاء (18 و 19 جويلية الجاري، بعد وصول تعزيزات من أجهزة كاسحة
وعتاد إطفاء وعناصر بشرية تابعة للحماية المدنيّة وأخرى تابعة لمصالح
الغابات، بالإضافة إلى تخصيص طائرتَيْ إطفاء تابعتَيْن للجيش التونسي.
ووثقت مقاطع فيديو، الحرائق وهي تلتهم أشجارا عالية في الغابة وسحبا
كثيفة من الدّخان، كما أظهرت فرق الإطفاء وهي تسابق الزّمن لإخماد
النّيران ومنع وصولها إلى الأحياء السّكنية المتاخمة للغابة وخروجها إلى
الطّرقات الرّئيسية، وذلك بدعم ومساندة من المواطنين.
تعتبر حرائق الغابات من أكثر الكوارث الطبيعية تأثيرًا على البيئة
والإنسان، ويمكن أن تتسبّب في خسائر كبيرة في الحياة البريّة
والممتلكات، لذا فإن العمل المشترك بين السلطات المحلية والجهات
الحكومية والأفراد يلعب دورًا حيويًا في التّصدي لهذه الكارثة. علينا
أن نشجّع التوعية بأهمية الوقاية من الحرائق واتباع إجراءات السّلامة
المناسبة، بالإضافة إلى تطوير الإستراتيجيات الفعّالة للتعامل مع
الكوارث الطبيعية مثل هذه الحرائق. فالحفاظ على البيئة الطبيعية
وسلامة النّاس يجب أن تكون الأولويات الرّئيسية لضمان مستقبل أكثر
أمانًا للأجيال القادمة. نتمنى أن تتمكن الجهود المبذولة حاليًا من
السيطرة على الحرائق في ملولة وإخمادها بسرعة، وأن يظل السكان في
المنطقة آمنين وبأتم صحة وعافية.
مجهودات أعوان الحماية المدنيّة
أكثر الكوارث الطّبيعيّة تأثيرا