هل هي خلافات سياسيّة بين المغرب وفرنسا ؟
هذا خطاب يوجّهه الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الشّعب المغربيّ ويعبّر فيه عن تضامن فرنسا مع المغرب في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلاد. و يؤكّد على أنّ فرنسا مستعدّة لتقديم المساعدة الإنسانية والطبيّة اللازمة لإعادة الإعمار. كما يدعو إلى وقف الجدل حول المساعدات الدّولية ... و يواصل التّأكيد أنّ فرنسا تقف إلى جانب المغرب في هذا الوقت الصّعب.
الكلمة التي وجّهها إيمانويل ماكرون إلى الشّعب المغربيّ .
- مرحباً، ... أريد أن أوجّه خطاباً مباشراً إلى المغربيات والمغاربة. أريد أن أخبركم أن فرنسا قد تأثّرت بشدّة بما حدث في ليلة الجمعة إلى السّبت، من هذا الزلزال الرهيب. ولنا بالطّبع تفكير في المفقودين وأسرهم، والجرحى، وأنا أقول لكم هذا، أفكر بالطبع في جميع العائلات التي تشارك حياتها بين فرنسا والمغرب، وفي هذه المصائر. فرنسا متضامنة، فرنسا تقف إلى جانبكم في هذا الوقت الذي هو وقت حزن، ولكن أيضًا وقت عمل وتضامن. أريد أن أتحدّث بكلمات بسيطة، لقد رأيت الكثير من الجدل في الأيام الأخيرة التي لا داعي لها. نحن هنا، لدينا القدرة على تقديم المساعدة الإنسانية المباشرة. من الواضح أن الأمر متروك لجلالة الملك، وحكومة المغرب، بشكل كامل، لتنظيم المساعدة الدّولية. ولذلك نحن تحت تصرف اختيارهم السّيادي. وهذا ما نقوم به منذ اللّحظة الأولى بطريقة طبيعيّة تمامًا. ولذلك أتمنى أن تصمت كل الجدالات التي تأتي لتقسيم الأمور التي تأتي لتعقد الأمور في هذا الوقت الذي هو بالفعل مأساوي، احترامًا للجميع. نحن إلى جانبكم اليوم. نحن أيضًا إلى جانبكم من خلال تمويل الجمعيات التي تتدخّل منذ اليوم الأول على الأرض وسنواصل القيام بذلك. وسأراهم بنفسي في غضون أيّام قليلة وسنكون هنا على المدى الطويل. على المستوى الإنساني، وعلى المستوى الطبيّ، من أجل إعادة الإعمار، وللمساعدة الثقافيّة والتّراثية في جميع المجالات التي سيعتبر فيها الشّعب المغربيّ وسلطاته أننا نكون مفيدين. نحن إلى جانبكم اليوم وغدًا.
إقرأ أيضا
أسباب رفض المساعدات الفرنسيّة
هناك عدة أسباب محتملة لرفض المغرب المساعدة من ماكرون، منها: الخلافات السياسيّة بين المغرب وفرنسا ففي السّنوات الأخيرة، توتّرت العلاقات بين المغرب وفرنسا بسبب قضية الصّحراء الغربيّة، حيث تدعم فرنسا موقف الجزائر في القضيّة، بينما يدعم المغرب موقفه في كون الصّحراء الغربيّة جزءًا من أراضيه، و لا يساوم في ذلك.
كذلك هناك عدم الثّقة في مواقف فرنسا بعد الزّلزال الذي ضرب المغرب عام 2004 حيث قدّمت فرنسا مساعدات ماليّة وإنسانيّة، ولكن تمّ اتّهامها باستغلال الكارثة لتعزيز نفوذها في المغرب. ثمّ سعي المغرب في إظهار الاستقلال و قد يكون رفضها المساعدات الفرنسية محاولة لإظهار استقلالها ورفض التدخّل الأجنبيّ في شؤونها الداخليّة.
و يذكر أنّه بعد الزلزال الذي ضرب المغرب عام 2004، قدمت فرنسا مساعدات مالية وإنسانية، ولكن تم اتهامها باستغلال الكارثة لتعزيز نفوذها في المغرب. على سبيل المثال، تم اتهام فرنسا بفرض شروط على المساعدات، بما في ذلك التزام المغرب بفتح أسواقه للسّلع الفرنسيّة. قد يكون رفض المغرب المساعدة الفرنسية في عام 2023 محاولة لتجنّب تكرار هذه التجربة.
بعض السيناريوهات المحتملة
في الوقت الحالي، يبدو أن المغرب ملتزم بمعالجة الكارثة الطبيعية بنفسه. ومع ذلك، إذا أصبحت الاحتياجات الإنسانية أكثر حدّة، فقد يغيّر المغرب موقفه تحت الضّغط ويقبل المساعدات الدولية بتلك المساعدات.
وبذلك تكون السيناريوات المحتملة كما يلي:
هزّات سياسيّة لفرنسا بسبب تواجدها في إفريقيا
د ينظر البعض في رفض المغرب المساعدات الفرنسية على أنّه امتداد للهزّات السّياسيّة التي تتعرّض لها فرنسا بسبب تواجدها في إفريقيا و تعاملها مع الدّول الإفريقيّة بفكر استعماريّ . قد يصعب على البلدين التّقارب بعد ذلك و سيكون من الصّعب على البلدين التقارب بعد رفض المغرب المساعدات الفرنسية.