جندوبة، تونس:شهدت ولاية جندوبة خلال الأسبوع الماضي تفشّي عدوى مرض "الجرب" في صفوف عشرات التّلاميذ من المدرسة الإعدادية "الفجوج" والمدرسة الابتدائية "أم البشنة".
تعاون وزارتي الصّحة والتّربية
أكّدت ريم المعروفي، المندوبة الجهويّة للتّربية بولاية جندوبة، تسجيل أكثر من 40 حالة إصابة بمرض الجرب بين التّلاميذ في المدرستين المذكورتين. وقد أدّى تفشّي العدوى إلى إيقاف الدّروس بالمدرستين لتعقيمهما.
وقد تعاونت وزارتا الصّحة والتّربية لمكافحة تفشّي عدوى الجرب. فقد تمكّنت الهياكل الصّحية من حصر الحالات وإخضاع المصابين للوقاية.
أسباب تفشي العدوى
ترجّح ريم المعروفي أنّ أسباب تفشّي عدوى الجرب تعود إلى النّقص الحاد في البنية التّحتية للمدارس في جندوبة، بما يشمل المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثّانوية والمبيتات. بالإضافة إلى ذلك، تعاني هذه المؤسّسات من انقطاع متكرّر للمياه، مما يخلق بيئة مواتية لانتشار العدوى.
ما هو مرض الجرب؟
يُعرّف الجرب بأنّه غزو طفيليّ تسببه كائنات (حلم ) دقيقة تخترق الجلد وتضع البيض، مما يسبّب حكّة شديدة وطفحاً جلديّاً. و يمكن أن يؤدّي الجرب إلى تقرّحات جلديّة ومضاعفات خطيرة مثل تسمّم الدّم (عدوى مجرى الدم) وأمراض القلب ومشاكل الكِلى. و يُعالَج الجرب بالكريمات الموضعيّة أو الأدوية الفمويّة.
مرض معدٍ
يُعدّ الجرب مرضاً معدياً وينتشر من خلال ملامسة الجلد للجلد. وهو موجود في جميع أنحاء العالم، لكنّه أكثر شيوعًا في المناطق المدارية المنخفضة الدّخل. يواجه الأطفال وكبار السّن في المناطق التي تفتقر إلى الموارد مخاطر أكبر للإصابة بالجرب.
أسباب مرض الجرب
ينتج مرض الجرب عن نوع من السّوس المجهريّة يُعرف باسم سوس الجرب و تتسبّب هذه السّوس في الإصابة بالجرب من خلال.
- اختراق الجلد حيث تقوم السوس بحفر أنفاق دقيقة تحت الجلد لوضع بيضها.
- ردّة فعل الجهاز المناعيّ وهنا يتفاعل الجهاز المناعيّ مع السّوس وبيضها، ّ يسبّب الحكّة الشّديدة والطّفح الجلديّ المميّزين لمرض الجرب.
- تنتشر عدوى الجرب بشكل أساسيّ من خلال التّلامس المباشر مع الجلد المصاب و يعدّ الاتصال الجسديّ المباشر مع شخص مصاب بالجرب هو السّبب الرئيسيّ لنقل العدوى.
- يمكن أن ينتشر الجرب من خلال المصافحة أو العناق أو ممارسة الرّياضات الجماعيّة أو النّوم في نفس الفراش.
- مشاركة الملابس أو المناشف أو الفراش فيمكن أن تعيش سوس الجرب على الملابس أو المناشف أو الفراش الملوّثة لمدة تصل إلى 48 ساعةلذلك، فإن مشاركة هذه الأشياء مع شخص مصاب يمكن أن تنقل العدوى إليك.
- ومن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجرب العيش في أماكن مزدحمة مثل الملاجئ أو السّجون أو دور الرّعاية، وهي أكثر الفضاءات عرضة لتفشي الجرب.
- ضعف النظافة الشخصيّة و تُعدّ قلّة النّظافة الشّخصية، مثل عدم الاستحمام بانتظام أو عدم غسل اليدين بشكل كافٍ، عامل خطر للإصابة بالجرب.
- نقص المناعة وتخصّ الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السّرطان أو مرضى الإيدز، أكثر عرضة للإصابة بالجرب. و من المهمّ ملاحظة أنّ الجرب لا ينتشر من خلال الحيوانات الأليفة.
كيفية الوقاية من مرض الجرب
تُعدّ الوقاية خيرٌ من العلاج ، خاصّةً مع الأمراض المعدية مثل الجرب. هذه بعض الخطوات التي يمكنك اتّباعها للوقاية من الإصابة به.
- 1. النظافة الشخصية
- • غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرّر خاصّةً بعد ملامسة الجلد المصاب أو الأشياء الملوثة.
- • الاستحمام بانتظام باستخدم الماء الدافئ والصّابون لتنظيف الجلد بالكامل.
- • المحافظة على الأظافر قصيرة ونظيفة فيمكن أن تعيش سوس الجرب تحت الأظافر.
- • التّأكيد على عدم مشاركة الملابس أو المناشف أو الفراش مع أشخاص آخرين خاصّةً مع الأشخاص المصابين بالجرب.
- 2. النظافة المنزلية
- • غسل الملابس والمناشف بالماء الساخن في أكثر من 54 درجة مائوية و تجفيفها جيّدًا.
- • تنظيف الأسطح التي يتلامس معها الجلد المصاب بانتظام بمنتجات تنظيف منزلية.
- • القيام بتغيير أغطية الفراش والوسائد بانتظام و غسلها بالماء السّاخن وتجفيفها جيدًا.
- 3. تجنب الاتصال المباشر
- • تجنّب الاتصال الجسدي المباشر مع الأشخاص المصابين بالجرب فلا تصافحهم أو تعانقهم أو تشاركهم الألعاب أو الأدوات الشخصيّة.
- • عدم استعمال فراش المصاب بالجرب للنّوم.
- 4. توعية المحيطين بك
- • المساهمة في تثقيف أفراد العائلة و الأصدقاء حول كيفية الوقاية من الجرب.
- • حثّهم على اتباع نفس خطوات الوقاية التي وقع ذكرها أعلاه.
- 5. اتخاذ إجراءات سريعة
- • إذا ظهرت عليك أعراض الجرب مثل الحكّة الشّديدة أو الطّفح الجلديّ، فراجع الطبيب فورًا فسيقوم بتشخيص الإصابة ووصف العلاج المناسب.
- • من المهمّ اتّباع تعليمات الطّبيب بدقّة لضمان علاج الجرب بشكل كامل.
بالإضافة إلى تلك الخطوات السّابقة ، لابدّ من الحرص على تهوية المنزل و الفضاءات بشكل جيّد. مع التّوصية بعدم استخدم المواد الكيميائية القاسية على البشرة، لأنّها قد تُضعف حاجز الجلد الواقي. مع العمل على اتّباع نظام غذائيّ صحيّ للحفاظ على قوّة جهاز المناعة و تعزيز قدرته على المقاومة. من خلال اتباع هذه الخطوات البسيطة، يمكننا بشكل كبير تقليل خطر الإصابة بمرض الجرب.
وقد تعاونت وزارتا الصّحة والتّربية لمكافحة تفشّي عدوى الجرب. فقد تمكّنت الهياكل الصّحية من حصر الحالات وإخضاع المصابين للوقاية.
تذكّر أن صحتك هي ثروتك الحقيقية. اهتم بنظافتك الشخصية ونظافة منزلك واتباع خطوات الوقاية من الأمراض المعدية، مثل الجرب هي أمور كفيلة بالحفاظ على صحّتك وصحّة من حولك. الجرب هو عدوّ خفيّ يهدد صحة أطفالنا