صخرة الرّوشة
صخرة الرّوشة، هذا الجمال الصّخري الذي يتربّع في قلب بحر بيروت من الجهة الغربيّة، يحمل في تضاريسه وتاريخه قصصًا متعدّدة.
اسمها يعود إلى “الرّوشة”، تعريب لكلمة “la roche” الفرنسية التي كان يطلقها الفرنسيون أيام الانتداب على المنطقة.
كانت تُعرف سابقًا بمغارة الحمام، أي “la grotte au pigeons”. تمتاز هذه الكتلة الصّخرية الكبيرة بارتفاع يصل إلى 45 مترًا ومتوسّط ارتفاع 25 مترًا. أجزاؤها تقارب حدود العشق، ما جعلها معلمًا سياحيًا يشهد على مرور الدّهر وتغيراته.
يُطلق عليها أيضًا " برج إيفل اللبناني "، وهذا التشبيه يأتي من أصدقاء لبنان الأوروبيين الذين يراقبون صورها ويقولون: " لبنان! ".
صخرة الرّوشة ... صخرة الحمام
الإسمان يدلّان على مكان واحد الأوّل يأخذك إلى عالم الميناء للصيّادين وهي مكتظّة بالقوارب والشِباك.
الثاني هو لغز بأربعة معانٍ:
- انعدام أمل عاشقين في تحقيق أحلامهما الغراميّة فينتحر أحدهما أو كلاهما.
- بسبب إفلاس يؤدّي بصاحبه إلى اختيار الموت.
أصل التّسمية
هي صخرة متربّعة في قلب بحر بيروت من الجهة الغربية . اكتسبت اسمها من «الروشة» (تعريب لكلمة la roche الفرنسية التي كان يطلقها الفرنسيون أيام الانتداب على المنطقة التي تطلّ على الصخرة البحرية الكبيرة، والتي كانت تعرف سابقاً بمغارة الحمام أي la grotte au pigeons. كتلة صخريّة كبيرة مجوّفة في الوسط، تبلغ قمّتها ما يقارب الـ45 متراً بمتوسّط إرتفاع 25 متراً...
تقاربت أجزاؤها إلى حدّ العشق، ما أحالها معلماً سياحياً، وتشهد عليها صخرة شاهقة مقابلة أكل عليها الدهر وشرب بعوامله قبل أن يترك رأسها مسنّناً.
يقال عنها إنها «برج إيفل اللبناني»، و لهذا التّشبيه تعليله، فأصدقاء لبنان الأوروبيين حالما ينظرون إلى صورة هذه الصخرة يقولون: «لبنان»!.
المغارة العليا
أشهر كهوف ومغارات لبنان هي مغارة ذات تجاويف ضيّقة، وردهات و قاعات نحتتها الطّبيعة. يعتبرها اللبنانيون جوهرة السّياحة اللبنانية، وقد توالى على اكتشافها عبر التاريخ روّاد أجانب ومغامرون لبنانيون.
اكتشفت سنة 1958 و وقع تأهيلها للزّيارة على يد المهندس والفنان والنحّات اللبناني غسّان كلينك.
افتتحت في جانفي1969 في احتفالية موسيقية أقيمت داخلها أعدّها خصيصاً لهذه المناسبة الموسيقار الفرنسي فرنسوا بايل.
وشهدت المغارة العليا بعد فترة مهرجاناً موسيقياً مماثلاً في شهر نوفمبر من العام ذاته عُزفت فيه مقطوعات عالمية للموسيقار الألماني كارل هاينز شتوكهاوزن.
وتتميّز هذه الطّبقة من المغارة بأنها تمنح زوارها متعة السّير على الأقدام لمسافة، بعد عبور نفق يبلغ طوله حوالي 120م ليطلّ في الممرّات بعد ذلك على الأقبية عظيمة الارتفاع، والموزّعة فيها الأغوار بالإضافة إلى الصواعد والهوابط والأعمدة الكلسية وما إليها من أشكال مُبهرة.
المغارة السّفلى
يعود تاريخ اكتشاف الجزء السّفلي من المغارة إلى ثلاثينات القرن الـ 19 مع رحلة للمبشّر الأميركي وليام طومسون. وكان طومسون قد توغّل فيها حوالي 50 متراً.
وبعد أن أطلق النّار من بندقية الصّيد التي كان يحملها وأدرك من خلال الصدى الذي أحدثه صوت إطلاق النار أنه للمغارة امتداداً جوفياً على جانب كبير من الأهمية.
إقرأ أيضا
مقام النّبيء يونس عليه السّلام
يذكر أنّ سيدنا يونس وصل إلى البحر الأبيض ووقف في المرفأ ينتظر سفينة تبحر إلى إحدى الجزر. وجاءت سفينة شِراعيّة مشحونة بالمسافرين.نزل بعضهم وركب آخرون. كانَ سيدنا يونس من الرّاكبين.
صارت السّفينة وسط البحر هبّت العواصف وارتفعت الأمواج.فجأة ظهر حوت كبير حوت العنبرِ الهائل ... كان الحوت يرتفع وسطَ الأمواج ثمّ يهوي بذيله ليضرب المياه. توقّف قليلا فانبثقت نافورة المياه كشلاّل يتدفّق نحو السماء.
اندفع الحوت باتّجاهِ السّفينة، ثمّ انعطف فجأة وحرّك ذيله ليدفع موجة هائلة نحو السفينة، و ارتجّت السفينة بعنف ... لم يك أمام قبطان السفينة غير حلّ واحد هو التّضحيةُ بأحد ركّاب السفينة ليكون طعاما للحوت. لهذا اجتمع ركّاب السفينة وأجروا القرعة واختارت القرعة نبيء الله سيدنا يونس عرف سيدنا يونس أنّ ما حدث كان بمشيئة الله، لهذا لم يخف وهو يهوي باتّجاه الأعماق.
اختفى يونس، واختفى حوت العنبر ونجت السفينة من الخطر .ولكن ماذا حصل بعد ذلك في تلك الأعماق السّحيقة ؟ وفي أعماقِ الحوت هتف يونس:
- لا إله إلاّ أنت سبحانكَ إنّي كنت من الظالمين.
كانَ نداء يونس نداء الإيمان بالله القادر على كلِّ شيء ...
شعر سيدنا يونس أنّه كان عليه أن يعود إلى نينوى مرّة أخرى لا أن يسافر إلى تلك الجزيرة البعيدة. إنّ الله سبحانه هو مالِكُ البَرِّ والبحرِ وخالق الحيتان في غمرات البحار. مِن أجلِ هذا راح سيدنا يونس يسبِّح الله تعالى وتمرّ السّاعات ويونس في بطن الحُوت وهكذا تمرّ الأيام والليالي.
اللهُ سبحانه يشاء أن يتّجه الحوت إلى شواطئ إحدى الجزر ... تتقلّص معدته وتَتَدفّق من داخلِها المياه وكان يونس فوق الأمواج ثمّ يستقرّ على الرّمال النّاعمة. فكانت منطقة الجيّة في لبنان هي المكان الذي لفظ الحوت سيدنا يونس عليه السّلام من فمه.
قلعة صيدا البحرية
تعتبر قلعة صيدا البحرية الحصن الفينيقي المنيع و هي أحد أهم المواقع الأثرية البارزة في مدينة صيدا و قد قام الصليبيون ببناء هذه القلعة في أوائل القرن 13 بالقرب من ميناء صيدا. تتكون قلعة صيدا من:
* برجين متّصلين بواسطة جدار .
الأهميّة
تُعتبر صخرة الرّوشة من المعالم السّياحية في لبنان، حيثُ تعدّ مقصدا مُهماً للسّيّاح للتّمتّع برؤيتها عن قرب وأخذ الصّور التّذكارية، وفي معظم الأحيان يقوم الزّوار بجولة بحرية عبر ركوب القوارب والتي تبحر حول صخرة الروشة وتعبر في التجويف الموجود فيها.
صخرة الروشة كانت على مدى السّنين مكاناً لإجراء النّشاطات الوطنيّة والاجتماعيّة والرّياضيّة وغيرها، إذ قام بتسلّقها بعض المغامرين والهواة، واعتلت صخرتها أعلام ويافطات لها دلالات في مناسبات معيّنة، حتى أن بعض المرشّحين للانتخابات النّيابية اللبنانية وضعوا خلال فترة الحرب الأهلية صورهم عليها.
كان آخر نشاط عرفته الصّخرة في نوفمبر عام 2015 عندما أضيئت بالعلمين اللبنانيّ والفرنسيّ، تضامناً مع فرنسا بعد العمليّة الإرهابيّة التي شهدتها باريس، الأمر الذي لاقى ردود فعل رافضة في لبنان.