طوفان الأقصى
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية بخبر “طوفان الأقصى”، الذي تصدر السوشيال ميديا وسط مئات الآلاف من التّغريدات التي تؤيّد وتشيد ببطولة المقاومة الفلسطينية التي مرّغت أنف إسرائيل في التّراب، حسب وصف الكثيرين.
ما الذي حدث بالفعل؟
في صباح يوم السبت 7 أكتوبر 2023، شنّت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إسرائيل، ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية.
بدأت العملية بإطلاق آلاف الصّواريخ من غزّة على المدن الإسرائيلية، ممّا أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الإسرائيليين. كما اقتحمت مجموعات من المقاومين المناطق الحدوديّة مع غزّة، واشتبكوا مع القوات الإسرائيليّة.
دّت إسرائيل على العمليّة بشنّ غارات جويّة واسعة النّطاق على غزّة، ممّا أسفر عن مقتل وجرح المئات من الفلسطينيين. نتج عن العمليّة مقتل أكثر من 200 فلسطينيّ وأكثر من 100 إسرائيليّ.
هل كان طوفان الأقصى انتفاضة ثالثة؟
هناك من يرى أنّ طوفان الأقصى كان انتفاضة ثالثة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، وأنّها كانت أكثر نجاحًا من الانتفاضات السّابقة. وذلك بالنّظر إلى عدّة عوامل منها:
لكن هناك من يرى أن طوفان الأقصى كان مجرّد عاصفة، وأنّها لن تؤدّي إلى تغيير جذريّ في الوضع في فلسطين. ويستند هؤلاء إلى عدّة عوامل منها:
ما زال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان طوفان الأقصى كان انتفاضة ثالثة أم مجرد عاصفة. لكن ما لا شك فيه أن العملية تركت أثرًا عميقًا على السّاحة الفلسطينية - الإسرائيلية، وأنّها ستستمرّ في التأثير على الأحداث في المستقبل.
إقرأ أيضا
هل كانت عمليّة طوفان الأقصى ضروريّة
أوضحت حماس في وثيقة وردت بعنوان "هذه روايتنا .. لماذا طوفان الأقصى" أنّ العمليّة العسكريّة كانت خطوة ضروريّة واستجابة طبيعيّة، لمواجهة ما يُحاك من مخطّطات إسرائيليّة تستهدف تصفيّة القضيّة الفلسطيني"ة، والسّيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السّيادة على المسجد الأقصى والمقدّسات، وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة.
وهي خطوة طبيعيّة بهدف تخليص القطاع من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنيّة، وإنجاز الاستقلال والحريّة كباقي شعوب العالم، وحقّ تقرير المصير، وإقامة الدّولة الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس.
لكنّ حماس دعت إلى وقف العدوان الإسرائيلي فورا على قطاع غزة، والعمل الفوري على وقف الجرائم والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وفتح المعابر، وفك الحصار عن قطاع غزة، وإدخال المساعدات وتوفير كل مستلزمات الإيواء وإعادة الإعمار.
وطالبت بالعمل على معاقبة الاحتلال الإسرائيلي قانونيّا على احتلاله، وعلى كلّ ما ترتّب عليه من معاناة وضحايا وخسائر، والسّعي لتدفيع الاحتلال أثمان جرائمه في قتل المدنيين، وأثمان تدميره للبيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والبنى التحتيَّة وغيرها.
خسائر كبيرة للغزّاويين
منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، تكبد الفلسطينيون خسائر كبيرة. حتى الآن، فقد خلّف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بعد أكثر من 176 يوما 32 ألفا و 705 شهداء، و 75 ألفا و 109 مصابا، وكارثة إنسانيّة وصحيّة، كما تسبّب في نزوح نحو مليون و900 ألف شخص، أي أكثر من 85% من سكّان القطاع.
بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية والمباني السكنية والمؤسسات الصحية والتعليمية في قطاع غزة
من جهة أخرى، تمكّنت المقاومة الفلسطينيّة من تنفيذ هجمات نوعيّة، بما في ذلك السّيطرة على مواقع عسكريّة إسرائيليّة وأسر جنود ومدنيين، واستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى لضرب مواقع في عمق إسرائيل.
وعلى الرّغم من هذه الإنجازات، إلا أنّ الوضع الإنسانيّ في غزة تدهور بشكل كبير، ممّا أثار قلق المجتمع الدّوليّ ودفع بعض الدّول إلى الدّعوة لوقف إطلاق النّار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في القطاع.
طوفان الأقصى أو الانتفاضة الثّالثة
كانت عمليّة عسكريّة فريدة من حيث التّوقيت و التّكتيك وكانت واسعة النّطاق شنّتها فصائل المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزة ردًا على الاعتداءات الإسرائيليّة على المسجد الأقصى والقدس والضّفة الغربيّة. نتج عنها بعد 176 يوما من الحرب استشهاد 705 32 فلسطيني وإلى 109 75 جريح في صفوف الفلسطينيين. و هناك من يرى أنّه انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما يرى آخرون أنّها كانت مجرّد عاصفة. لكنّ العمليّة تركت أثرًا عميقًا على السّاحة الفلسطينية -الإسرائيليّة.